عادات تقديم القهوة العربية أحد العناصر الحاضرة بقوة في جميع المناسبات الاجتماعية، مثل: خطبة العروس وجلسات الصلح والأفراح والأتراح، إذ يتم تناول القهوة في طقوس معينة تشكل كل حركة فيها رمزًا له معنى، وقد تحولت تلك الطقوس إلى عادات شكلت تراثًا يمثل ثقافة العرب، كما تضمنت تلك الطقوس العديد من الأسرار، والتي نُطلِعك عليها بالإضافة إلى قواعد تقديم القهوة العربية، والتي تعد من الأمور الحساسة بالنسبة للضيوف، الذين قد يغادرون مجلسك سريعًا في حال عدم التزامك بها، لذا تجد في السطور التالية:
المحتويات
1. عادات تقديم القهوة العربية.
5. ماذا يقال في حال وجود أحد العيوب في القهوة؟
6. ماذا يقال إذا فرغت القهوة من الدلة؟
7. معنى وضع السكين على الدلّة.
8. أقوال العرب عن القهوة العربية.
9. أصول تقديم القهوة في السعودية.
10. أصول تقديم القهوة في الكويت.
11. أصول تقديم القهوة في الإمارات.
12. أصول تقديم القهوة في الأردن.
13. الخلاصة: طريقة تقديم القهوة العربية للضيوف.
عادات تقديم القهوة العربية
تعد القهوة العربية أحد مظاهر الكرم في ضيافة العرب، وهي أحد المكونات الأصيلة للحياة الاجتماعية في البادية، فهي من يمكنها التعبير عن الفرح والحزن والكلام الذي لا يمكن قوله باللسان، وقد كانت القهوة العربية رفيقة البدو في جميع مناسباتهم.
- القهوة العربية في الأفراح والجلسات القبلية: لعبت القهوة العربية دورًا في الأفراح وعند طلب العروس، وقد كان للقليل من القهوة القدرة على حل أكبر القضايا والمشكلات، فترك الضيف للقهوة بدون أن يشربها يعني أن له طلب لدى المضيف، وهنا يسأل المضيف ضيفه عن طلبه ويطلب منه شرب قهوته، عندها يعرف الضيف أن طلبه مقبول.
ويحظر على الضيف أن لا يقوم بشرب القهوة في منزل المضيف، كما يحذر أن يقوم بطلب الماء بعد القهوة مباشرةَ، لأن ذلك يعني أن القهوة كانت غير جيدة.
- القهوة العربية في المآتم: كانوا في البادية قديمًا يستخدمون دلّة القهوة للدلالة على الحداد، فترك الدلّة مقلوبة لمدة محددة وسكب القهوة على الأرض يعادل اليوم تنكيس العلم في الدول الكبرى، وفي مناسبات العزاء يحذر على الضيف قول: "دايم"، وإنما عليه بعد إنهاء فنجانه الترحّم على المتوفي.
أصول صب القهوة العربية
- "القهوة خَص والشاي قَص": في عادات تقديم القهوة العربية نخص الأكبر سنًا بأول فنجان قهوة في الجلسات العادية، أما في الجلسات الخاصة فنَخُص كبير القبيلة أو الأكبر وجاهة بصب أول فنجان للقهوة، بينما يتم صب الشاي للضيوف من اليمين إلى اليسار.
وفي حال كان جميع الحضور من الوجهاء هناك خياران:
- الأول بأن يتم البدء في الصب من اليمين إلى اليسار.
- الثاني بأن يتم وضع أول فنجان بينهم وقول "حشمتكم بينكم" حتى يتنازل أحد الحضور للآخر.
- "كفى" أو هز الفنجان: هي الطريقة يجب أن يعبر بها الضيف عن عدم رغبته في أن يتم الصب له مرة أخرى، وإلا فلا يجلس القائم على الضيافة حتى ينتهي من احتساء قهوته.
- صبة الحشمة: في عادات تقديم القهوة العربية يجب أن لا تزيد كمية القهوة المصبوبة في الفنجان عن ثلثه، وهو ما يعرف بصب الحشمة، كما يجب عدم ملء أكثر من نصف الفنجان، لأنه في حال زادت الكمية عن ذلك، يفهم الضيف أنه غير مُرحّب به وعليه أن يشرب قهوته ويرحل.
أصول تقديم القهوة العربية
- يقوم من يصب القهوة بإمساك الدلة باليد اليسرى والفنجان باليد اليمنى.
- يدق الفنجان بمقدمة الدلّة لتصدر صوتًا يجعل الضيف ينتبه إلى تقديم القهوة له.
- يعتدل الضيف من جلسته لتناول القهوة، وعندما يكتفي من شرب القهوة يقوم بهز الفنجان فيفهم المضيف ذلك، وإلا فعلى المقهوي أن يقوم بالصب في الفنجان مرة أخرى.
فناجين القهوة العربية
- جرت عادات تقديم القهوة العربية على أن يتم صب القهوة العربية للضيف أكثر من مرة، وعلى أن يقوم المضيف بتذوق أول فنجان، وذلك على النحو التالي:
- فنجان الهيف: وهو الفنجان الأول والذي يقوم بشربه المضيف وقد كان يقوم المضيف يتناوله قديمًا للتأكيد على أن القهوة غير مسمومة، أما اليوم فيقوم المضيف بتناوله للتأكد من خلو القهوة من العيوب.
- فنجان الضيف: وهو الفنجان الأول الذي يشربه الضيف ويدل على كرم ضيافة المضيف، وهو أحد واجبات الضيافة على المضيف، وعلى الضيف أن يقوم بشربه إلا في حالة وجود عداوة أو كان للضيف طلب لدى المضيف، ويلحق العار للمضيف إذا أتى الضيف إلى منزله وكان له طلب ولم يلبه له، وقد كان شيوخ العشائر والوجهاء يطلبون من ضيوفهم شرب قهوتهم مما يعني أن طلبهم سيتم تلبيته في حال.
- فنجان الكيف: وهو الفنجان الثاني الذي يشربه الضيف للاستمتاع بطعم القهوة، ويمكن للضيف عدم تناوله ولا يسبب ذلك أي نوعًا من الحرج للمضيف.
- فنجان السيف: ويشربه الضيف للدلالة على أنه سيقف مع مضيفه في حال تعرض لأي أذى، وكثير من الضيوف يتركون هذا الفنجان ولا يشربونه لما يفرضه على من واجبات على من يقوم بتناوله.
- فنجان الفارس: وهو فنجان يرجع إلى عادة قديمة لدى البدو عند طلب دم أو ثأر، إذ يقوم شيخ القبيلة بجمع الشباب والفرسان وتسمية الفنجان باسم من ترغب القبيلة في الأخذ منه بثأرها، ومن ثم يسأل من يشرب فنجان فلان، أي من يأخذ حقنا أو دمنا منه، وفي حال رد أحد الفرسان بأنه سيقوم بذلك عليه أن يأتي بدمه أو لا يعود إلى القبيلة أبدًا وإلا يظل الخزي والعار يلحق به أينما ذهب.
ماذا يقال عند وجود أحد العيوب في القهوة؟
جرى في عادات تقديم القهوة العربية أن لا يتم القول علنًا في حال وجود عيبًا في قهوة المضيف، وذلك لحساسية الأمر عند العرب، ويمكن لفت انتباه المضيف للخلل دون أن يشعر أحد بالقول: "قهوتك صايبة"، وفي هذه الحالة على المضيف أن يغير قهوته فورًا، وذلك في حال وجد الضيف أحد عيوب القهوة التالية:
القهوة صايدة: وهي القهوة التي وقعت بها حشرة تؤثر على طعمها.
القهوة غراق: وهو ما يعني أن القهوة غير محمصة جيدًا.
القهوة حراق: وهو ما يعني أن القهوة قد تم تحميصها حتى وصلت إلى درجة الإحتراق.
القهوة كثيرة الماء: عندما يتم إضافة الكثير من الماء للقهوة بنسبة مرتفعة.
القهوة مسربة: وهي رواسب القهوة التي تتبقى في نهاية الدلّة بعد نفاد القهوة بها.
القهوة دافية: وهي القهوة التي انخفضت درجة حرارتها بشكل كبير.
القهوة شايشة: وهي القهوة التي يتم صبها قبل أن تترسب المواد الصلبة بها أسفل الدلة.
ماذا يقال إذا فرغت القهوة من الدلة؟
في عادات تقديم القهوة العربية تختلف الطريقة التي يقوم من خلالها المضيف بالاعتذار للضيف إذا فرغت القهوة من الدلّة، وربما تختلف الكلمات من دولة إلى أخرى إلا أن الثقافة البدوية واحدة، إذ يتم القول بأن القهوة مسربة، والسَريب هو طلوع الحثل بالفنجان، والحثل هو بقايا القرفة والهيل في الدلّة، كما يقول المضيف:
- في السعودية: حقك بالفاير مو بالبايت، وهنا يرد الضيف: "النقص مو بيك النقص بالدلة".
- في العراق: يقوم المقهوي بالعودة 3 خطوات للخلف ثم القول: "حصتك في الفايرة مو البايرة"، وهنا يرد الضيف: "النقص مو بيك بالدلة"، وحينها يرد المقهوي: "الدلّة زِعيرة وشأنك عالي".
- في الكويت: يتم ضرب الفنجان بأسفل الدلة ثلاث مرات وقول: "حقك بالفاير مو بالبايت".
والقهوة الفايرة هي القهوة التي لا زالت على النار، أما القهوة البايتة هي القهوة القديمة التي تم إعدادها سالفًا.
معنى وضع السكين على الدلّة
من عادات تقديم القهوة العربية لدى البدو وضع السكين على الدلّة، وهو ما يعني عدم وجود رجل في الدار، وعليه يجب على الضيف أن يقدم الضيافة لنفسه ويأكل ويشرب دون أن يطلب المبيت.
وفي بعض الثقافات العربية لا يجوز للضيف الدخول لتناول الطعام أو الشراب طالما أنه لا يوجد رجل بالمنزل، وفي ثقافات أخرى وضع السكين على الدلة يعني أن على الضيف أن يذبح لنفسه لعدم وجود رجل يقوم بذبح الذبيحة.
والبعض يعبر عن عدم وجود رجل بوضع الفنجان فوق الدلّة، وهو ما يعني أن على الضيف أن يقوم بصب القهوة بنفسه لعدم وجود رجل بالدار.
وتنطلق تلك العادة من قاعدة أصيلة لدى العرب تجعلهم يحُثّون الضيف على المبيت لثلاث ليال، ولكن يشترط وجود رجل بالمنزل يقوم بتقديم الضيافة والعمل على راحة الضيف وتقديم ما يلزمه، ويمنع على النساء القيام على خدمة الرجال وتقديم الضيافة لهم.
أقوال العرب عن القهوة العربية
كان العرب يقولون عن فناجين القهوة ولذة احتسائها: "الأول لراسي والثاني لبأسي والثالث لعماسي"، وهو ما يعني أن الأول ينشط العقل والذهن، والثاني يزيده بأسًا وشجاعة أما الثالث فهو لإزالة الصداع، فالعماس كان يعني الصداع، وبذلك يقوم الفنجان الثالث بتصفية الذهن وإزالة الصداع من الرأس.
وعندما يقول الضيف: "قهوتكم مشروبة" فذلك يعني شكر مهذب للمضيف، أما في حال قوله: "قهوتكم مشروبة وقهوتكم مقلوبة"، فذلك يعني شكر أيضًا ولكن في إطار معاتبة غير لائقة.
أصول تقديم القهوة العربية في السعودية
يعد تَعلّم أصول عادات تقديم القهوة العربية في المناسبات من الأمور التي يجب أن لا يغفلها جميع المقيمين داخل المملكة العربية السعودية، سواء كانوا سعوديي الجنسية أو من غير السعوديين، لأن هناك أصولًا عدم الإلمام بها قد يتسبب في ضيق الضيف ورحيله سريعًا.
تشترك دول الخليج في أن القهوة العربية جزءًا من التراث الثقافي الذي يحرص المجتمع على تواجده ضمن الممارسات اليومية والحفاظ عليه، لذا فقد تم تسجيل القهوة العربية في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بطلب من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عمان وذلك في الاجتماع الذي تم عقده في ويندهوك عام 2015 لليونسكو.
وحتى اليوم يفخر السعوديون بعاداتهم البدوية التي سبق وأن أشرنا إليها ويلتزمون بها، وذلك على النحو التالي:
- يقوم المقهوي بتناول فنجان الهيف من الدلة.
- يقوم المقهوي بالوقوف أمام الضيف وصب فنجان الضيف وبعده فنجان الكيف ثم فنجان السيف، وذلك حتى يقوم ضيفه بهز الفنجان أو التعبير عن الاكتفاء بقوله "تِكرَم".
- يعد كسر الفنجان في المملكة العربية السعودية دليل على إكرام الضيف ومعزته لدى المضيف، ويعني أنه لا يمكن لضيف آخر أن يشرب في هذا الفنجان بعده.
أصول تقديم القهوة العربية في الكويت
وعن عادات تقديم القهوة العربية في الكويت يشرح أحمد بن برجس الباحث في شئون التراث والتاريخ العديد من العادات والأسرار التي ربما لا يعرفها الكثيرون، والتي نوجزها لكم على النحو التالي:
- كان يتم تقديم القهوة العربية قديمًا في الأوقات التالية: من بعد الفجر حتى الظهيرة، ثم من وقت العصر حتى مغيب الشمس، ثم من بعد صلاة العشاء وحتى العاشرة مساءً.
تقديم القهوة قديمًا كان قاصرًا على الرجال دون النساء .
- الفنجان الأول هو فنجان المضيف، وفي حال وجد المضيف أحد العيوب في القهوة يحق له حجب الفنجان عن الضيوف حتى يتم إعداد غيرها.
- على الضيف أن يقوم بتحريك الفنجان من اليمين إلى الشمال حتى يبرد، ويحذر أن يقوم بالنفخ في الفنجان، ويجب أن لا يتعدى في شربِه ثلاث رشفات، ويمكنه بعدها التعبير عن الاكتفاء بالقول "تكرم" أو "بس" أو "دايم".
وقد أكد الباحث في شئون التراث والتاريخ الكويتي أن العرب قديمًا كانوا ينتقدون من يكثر من شرب القهوة في مجلس واحد، ويطلقون عليه "غير راعي كيف".
أصول تقديم القهوة العربية في الإمارات
يقولون في الأمثال الإماراتية: "اللي ما عندو دلّة ما حد يندلّة"، والتي تعني أن من لا يمتلك ترمس أو دلة في بيته يقدم فيها القهوة لا يزوره الناس، فالدلّة هي رمز الضيافة والكرم في الثقافة الإماراتية، كما تشكل القهوة العربية جزءًا أصيلًا من الثقافة في الإمارات، وعن عادات تقديم القهوة العربية في الإمارات تؤكد غاية الظاهري الباحثة في الثقافة الإماراتية أن:
- تقديم القهوة للضيف يعد إكرامًا له، حتى ولو تم تقديم ما لذ وطاب من الطعام والشراب، فلا يعد ذلك إكرامًا من دون تقديم القهوة، لذا لا يمر يومًا على أي بيت إماراتي يخلو من حبوب البن.
- الدلّة واحدة من أهم الأدوات المستخدمة في إعداد القهوة العربية في الإمارات، وقد أصبحت رمزًا في التراث الإماراتي يعبر عن أصالة النسب، كما تم تسجيل القهوة العربية في منظمة اليونسكو ضمن القائمة التمثيلية للأصول غير المادية عام 2015.
- أصبحت الدلّة إحدى الدلالات التي يتخذها العرب كرمز للعادات والتقاليد والأعراف، ففنجان القهوة عنصر أساسي عند طلب الزواج، وهو يعبر عن الالتزام في العهود التي يتم إبرامها، ويقال عند توثيق العهود: بينا فنجان قهوة مشروب في حضرة خوان شما.
- لا يتم إسناد مهمة تقديم القهوة إلا لمن يعرف عنه الصفات والأخلاق الحميدة فضلًا عن حسن المظهر، ويجب التأكد من امتلاكه للخبرة والمهارة الكافية والقدرة البدنية والذهنية للقيام بهذا العمل.
أصول تقديم القهوة العربية في الأردن
تعتبر القهوة العربية أحد أعمدة الضيافة في الأردن، وفيما يلي عادات تقديم القهوة العربية لدى العرب في الأردن:
- الفداوي هو العامل المتخصص في صنع القهوة.
- يقوم صباب القهوة بالانحناء قليلًا بالانحناء قليلا عند صب القهوة بحيث يصبح الفنجان في متناول يد الضيف، وفي ذلك يقول المؤرخ الدكتور محمد أبو حسان:
"أَذكر في ذلك أنني كنت ضيفاً عند أحد بيوت منطقة تقع جنوب مطار الملكة علياء الدولي، ولم ينحنِ صبَّاب القهوة عندما قدّم لي الفنجال، فلاحظ ذلك المعزب وقام بصرفه من البيت واعتذر لي اعتذاراً خجلت لشدة صدقه وإلحاحه، وأبى إلا أن يقدِّم لي القهوة بيده ويقف أمامي إلى أن فرغت منها وهززت له بفنجالي".
- القهوة هي مفتاح الكلام لذا يجب على الضيف والمضيف أن لا يأخذوا راحتهم في الكلام إلا بعد أن يشرب الضيف الفنجان الأول.
- من العيب أن يتم ترك أحد الضيوف دون أن يتم صب القهوة له، لذا يجب أن يتحلى المضيف بمهارة فائقة وأن تكون عيونه كالصقر، حتى يمكنه أن يدور عليهم باستقامة وثبات.
- يتم صب القهوة في الفنجان على مهل، بحيث يكون في خيط رفيع لا ينقطع بين الدلة والفنجان، وذلك حتى يستمتع الضيف بمنظر صب القهوة.
- يقول الأردنيون في عادات تقديم القهوة العربية: "القهوة قص مو خص" ولو كان أبو اليزيد على اليسار، ويتم البدء بمن هم على يمين الضيف والاتجاه يسارًا، ولكن في حال وجود غرباء تصبح القهوة: "أولها خص وثانيها قص"، وفي الجاهات يقدم أول فنجان قهوة لكبير الجاهة ثم للأفراد.
وفي ذلك يؤكد الباحث سليمان أحمد عبيدات أنه من الأمور المعيبة أن ينسى المقهوي أي شخص عند تقديم القهوة، سواء كان ذلك سهوًا أو عمدًا، إلا أن يكون ذلك الشخص قد هرب من المعركة أو قام بعمل مشين.
- يتم صب القهوة في الفنجان بكمية صغيرة تصل إلى كمية تعادل ما يمكن أن تمتلئ به ملعقة طعام، ويرجع ذلك إلى كرم الأردنيين، فهم من يصفون كمية القهوة بالفنجان بـ "شفة وهفة"، وهو ما يعني أن أنك تشف شف ثم تهف هف فينتهي فنجان القهوة، وفلسفتهم في ذلك أن الدلّة يجب أن تكفي عشرات الجالسين فالقهوة من الأشياء العزيزة، وامتلاء فنجان القهوة يعني امتلاء الصباب أو المقهوي بالغضب، وهو أمر معيب وشائن.
- على الضيف أن يرجع فنجان القهوة إلى الصباب يدًا بيد، وعليه أن لا يضع الفنجان جانبًا إلا في حالات فنجان الجاهة.
- عندما يذهب العريس لطلب فتاة ويتم وضع القهوة أمام أهله، لا يقومون بشربها في البداية، ، وهنا يسألهم المضيف عن سبب عدم شرب قهوتهم، فيجيب ممثلهم ويلقي التحية وتُدار الحوارات والصولات والجولات وبعد الاتفاق والإجابة، تبادر الجاهة بقولها: "صبوا القهوة" ويدعو المضيف ضيوفه لشرب القهوة بعد إعادة سكب القهوة المصبوبة في الدلّة وإعادة تسخينها، وهنا يحضرنا المثل الشهير: "الجاهة الشاطرة قهوتها لا تبرد"، وفي القول كناية عن قدرتها على الإقناع والتأثير، فهي لا تحتاج إلى الكثير من الوقت لإقناع المضيف بتلبية طلب الضيوف، وبذلك لا تبرد القهوة.
الخلاصة: طريقة تقديم القهوة العربية للضيوف
- يفضل وضع طاولات صغيرة أمام الضيوف؛ حتى يمكن وضع الفناجين عليها ومن ثم سهولة تناولها.
- يمكن وضع ترمس القهوة العربية والفناجين بدون صحون على صينية أنيقة.
- يفضل وضع مفارش على الصينية للتأكد من عدم انزلاق فناجين القهوة.
- يُحظر وضع أكثر من طاقم لفناجين القهوة على صينية واحدة.
- يجب أن يتم الانحناء قليلًا عند صب القهوة أمام الضيف.
- الإمساك بالدلة يكون باليد اليسرى والفنجان باليد اليمنى.
- تجنب تقديم الفنجان للضيف قبل أن يتم الصب فيه، يجب أن يتم الصب في الفنجان أولًا ومن ثم تقديمه لهم.
- يقوم المقهوي بالانتظار حتى ينتهي الضيف من شرب قهوته، كما أن على الضيف عدم ترك المقهوي ينتظر كثيرًا وينشغل بالكلام.
- في حال تساقط قطرات من القهوة، يمكن مسحها بمحارم ورقية دون أن ينتبه إلينا أحد.
- يجب أن يتذوق المضيف قهوته أولًا قبل أن يقدمها لضيوفه حتى يتأكد من جودتها.
- عند صب القهوة وتقديمها يجب مراعاة جميع الأصول والقواعد التي ذكرناها والتي تختلف اليوم من دولة إلى أخرى.
ويمكنك أيضًا الاطلاع على أسعار الترامس للتعرف على فوارق السعر بين الترامس المختلفة، والعوامل التي تحدد طريقة تسعير الترمس.
وهكذا نجد أن جميع عادات تقديم القهوة العربية متأصلة في مجتمعاتنا، وهي قواعد وأصول وضعها الأجداد منذ مئات السنين ولكن الالتزام بها يجعل الاستمتاع بالقهوة العربية على أصوله.