أعراض إدمان القهوة وفوائدها وأضرارها
لا غنى للكثيرين عن فنجان القهوة في الصباح؛ فهو المسئول عن منحهم الطاقة اللازمة لبدء أعمالهم، ولكن مع تناول القهوة بشكل متكرر قد تتحول إلى مدمن كافيين، لتجد نفسك تشعر بأعراض انسحابية في حال انقطعت عن تناول قهوتك لأي سبب من الأسباب، كيف تعرف أنك مدمن قهوة وما هي أضرارها وفوائدها، هذا ما ستتعرف عليه معنا بالتفصيل في السطور القادمة.
أعراض إدمان القهوة
ظاهرة إدمان القهوة ليست جديدة على مجتمعاتنا سواء العربية أو الغربية، وهي ظاهرة لا ترتبط بمستوى تعليمي أو اقتصادي معين، فهي تتميز برائحة ساحرة ومذاق مميز عن أي مشروب آخر، كما أنها ترتبط في المجتمعات العربية ببعض القيم المتوارثة مثل الكرم والضيافة.
ولكن الإكثار من أي مشروب غير مطلوب على الإطلاق لما تسببه من أضرار، كما أنه قد يتسبب في الشعور بأعراض إدمان؛ خاصة المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، وفي حال وصولك لمرحلة الإدمان إليك العلامات التي تدل على إدمانك.
الشعور بآلام في الرأس
الشعور بآلام في الرأس في حال الانقطاع عنها وهو ما يعرف باسم متلازمة الانقطاع عن الكافيين، وهي أعراض تبدأ بعد 12 - 24 ساعة من الانقطاع، وتختلف حدة الأعراض من شخص إلى آخر.
ويفسر الأطباء الآلام الحادة التي يشعر بها المصاب في الرأس بأن السبب يعزى إلى أن الكافيين يتسبب في تضييق الأوعية الدموية في الرأس والرقبة، وفي حال الانقطاع عن تناوله يحدث توسع لتلك الأوعية الدموية بشكل مفاجئ، وبالتالي يتدفق الدم بكميات كبيرة وهو ما يسبب آلام الرأس أو الصداع الحاد الذي يشعر به المصاب.
شيخوخة الجلد المبكرة
تعمل مركبات القهوة على طرح السوائل من الجسم ومع مرور السنوات، يتسبب ذلك في جفاف الجلد وظهور التجاعيد، وهو ما يعرض للإصابة بأعراض الشيخوخة في وقت مبكر.
مشكلات في التركيز
على الرغم من أن الكافيين يساعد في كثير من الأحيان على التركيز ويعمل على تحسين وظائف الذاكرة، إلا أنه من أهم المشكلات التي تنتج في حال الامتناع عن تناوله نشاط جزيئات الأدينوسين التي تسبب نقص التركيز فضلًا عن الشعور بالتعب والإرهاق.
في حال وجدت لديك الأعراض التي ذكرناها بالأعلى عليك علاج إدمان القهوة حتى لا تؤثر تلك الأعراض على حياتك بشكل سلبي وتسبب لك المتاعب.
والخبر السار هو أنه يمكنك الإقلاع عن إدمان القهوة دون الشعور بأعراض انسحابية، وذلك من خلال اتباع نظام التقليل التدريجي، بتقليل تناول الكافيين بنسبة 10% كل أسبوعين، وهو ما سيقودك في النهاية إلى بلوغ هدفك ربما خلال عدة أشهر، ولكن ستصل إليه في النهاية.
الشعور بالتعب والإرهاق
كثيرًا ما نجد مدمني القهوة لا يمكنهم الاستغناء عنها، حتى أنهم يبحثون عن مشروبهم في الشوارع لاستعادة نشاطهم، ويرجع ذلك إلى اعتياد أجسامهم على الكافيين الذي يؤثر بدوره على إفراز الأدرينالين، والأدرينالين هو أحد المواد التي تعمل على تحفيز ويقظة الجسم، وهو ما يتجسد في تمدد الممرات الهوائية لتزويد العضلات بالأكسجين اللازم.
إفراز الأدرينالين بالمعدلات الطبيعية أمر لا بأس به، أما إفرازه بشكل متواصل وعلى المدى البعيد يتسبب في الشعور بالإجهاد والعديد من المخاطر الأخرى.
التفكير الدائم بالقهوة
في حال وجدت أنك تفكر في القهوة وتتناولها أكثر من اللازم، فتعد تلك علامة قوية على إدمان القهوة ووجوب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ذلك الإدمان.
فوائد وأضرار القهوة
أشارت دراسات نشرتها هارفارد إلى دور القهوة في تقليل خطر الموت المبكر لدى شاربي القهوة بنسبة 25% عن أولئك الذين لا يشربون القهوة، والتي تتكون من ما يزيد عن ألف مادة كيميائية معقدة، ويحتوي (240 ملم) من القهوة على النسب التالية من المواد الغذائية الموضحة:
الكافيين مادة آمنة تمامًا في حال تناول قدرًا معتدلًا منها، نظرًا لفوائدها والتي أثبتتها العديد من الدراسات والأبحاث، إلا أن الإفراط في تناولها يمثل أخطارًا جسيمة على العديد من أجزاء الجسم، ونوضح ذلك على النحو التالي:
القهوة والسرطان
أثبتت الدراسات وجود علاقة بين تناول القهوة والسرطان، إذ تحفز القهوة إنتاج الأحماض الصفراوية، كما تعمل على تسريع عملية الهضم، الأمر الذي يقلل من كمية المواد المسرطنة التي يتعرض لها القولون، كما ارتبطت القهوة بانخفاض مستويات هرمون الاستروجين وهو الهرمون المرتبط بالعديد من أنواع السرطان. كما تحتوي القهوة على العديد من مضادات الأكسدة وتقلل الالتهاب وتحد من خطر سرطان الفم والحنجرة والبلعوم والجلد، ولا زالت الأبحاث مستمرة في هذا الصدد.
هل القهوة مفيدة للنساء؟
على الرغم من الفوائد التي أثبتتها منظمة الصحة العالمية وعدد من الدراسات العالمية التي أجرتها هارفارد وأكسفورد على كل من الرجال والنساء على حد السواء، إلا أن القهوة تقدم فوائد إضافية لصحة النساء نعرضها على النحو التالي:
- القهوة تجعلكِ أكثر ذكاءً: يمنع الكافيين الهرمونات المثبطة لعمل الدماغ، كما يمكنكِ التركيز بشكل أفضل في العمل.
- القهوة تزيد من عمرِكِ الافتراضي: يمكن للقهوة حمايتكِ من أمراض السرطان والعديد من الأمراض المزمنة، كما أن هناك العديد من البحوث المثبتة بشأن دورها في الحماية من الموت المبكر.
- حماية جهازك العصبي: تعمل القهوة على إنتاج المزيد من الدوبامين وهو ما يعمل على حمايتك من الكثير من الأمراض مثل الخرف والزهايمر والسكتة الدماغية.
- مساعدتكِ في إنقاص الوزن: يعمل الكافيين كمادة محفزة لتحريك الدهون من الأنسجة الدهنية وزيادة التمثيل الغذائي، كما أنها تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الرغبة في تناول الأطعمة السكرية أو الوجبات الخفيفة.
- الحفاظ على مظهرك: إذ تعمل القهوة على الحد من مظاهر الشيخوخة على الجلد بفضل مضادات الأكسدة التي تحتوي عليها.
- تحسين الآداء الرياضي: يمكن للمرأة التي تتناول القهوة ممارسة الرياضة بشكل أفضل بفضل الأدرينالين الذي يحفز القهوة إنتاجه في الجسم، وهو ما يعمل على الحد من الشعور بالإرهاق وتحسين وظائف المخ والذاكرة فضلًا عن رفع مستويات الطاقة.
- علاج الاكتئاب وضبط المزاج: أشارت الدراسات إلى ان النساء اللاتي يشربن القهوة أقل عرضة بنسبة 50% للانتحار أو الأفكار الانتحارية بفضل تحفيز إفراز الهرمونات التي تعمل على تحسين المزاج مثل السيرتونين والدوبامين.
- التخلص من السموم: تعمل القهوة كمدر جيد للبول وهو ما يعني التخلص من السموم داخل الجسم.
- الحصول على بعض المواد الغذائية الهامة للجسم: هناك العديد من المواد الغذائية المفيدة للجسم والتي تحتوي عليها القهوة والتي تجدونها بالتفصيل أعلى المقال.
القهوة وتوازن الهرمونات في الجسم
عدم توازن الهرمونات بالطبع يؤثر على العديد من وظائف الجسم وقد يشعركِ ببعض الأعراض المرضية، وقد يحدث الاختلال الهرموني بسبب ارتفاع أو انخفاض الاستروجين، لذا فقد اهتمت الكثير من الدراسات والأبحاث بدراسة تأثير القهوة على مستويات الاستروجين داخل الجسم.
وفقًا لبحث أجراه المعهد الوطني للصحة يمكن للقهوة تغيير مستويات هرمون الاستروجين في الدم، إلا أن ذلك التأثير لا يمكن ملاحظته إلا عند تناول كمية تزيد عن 200-400 ملليجرام في اليوم.
ووفقًا للدراسة فقد اختلفت تلك التأثيرات من عِرق لآخر، إذ وجد أن النساء البيض اللائي يستهلكن 200 ملليغرام أو أكثر من الكافيين، مستويات الاستروجين لديهم أقل قليلًا من النساء اللائي يستهلكن كميات أقل، في حين وجد أن النساء السود اللائي يستهلكن 200 ملليجرام أو أكثر من الكافيين يوميًا لديهم مستويات مرتفعة من الاستروجين.
وقد حللت الدراسة المنشورة على مجلة نيويورك تايمز الأمريكية بيانات 250 امرأة في سن الإنجاب استهلكوا حوالي 90 ملم من الكافيين، وقد وجدت عدم وجود أي تأثير يدعو للقلق لا على الإباضة ولا الصحة العامة على الأقل على المدى القصير.
فيما أفاد الدكتور إنريكي شيسترمان بأن شرب القهوة للنساء في سن الإنجاب لا يؤثر على الوظائف الهرمونية بالنسبة لهم، إلا أنه أشار إلى عدم وجود معلومات مثبتة بشأن التأثيرات طويلة المدى والنساء الأكبر سنًا.
وهنا تجدر الإشارة إلى وجوب استشارة الطبيب بشأن الكمية الموصى بها في حالات الاضطرابات الهرمونية لدى بعض النساء، لأنهم في حال تجعلهم أكثر حساسية للكافيين وقد يفاقم من الأعراض لديهم.
وفيما يتعلق بتأثير القهوة على الحمل، فالقليل من القهوة آمنة أثناء الحمل، إلا أن الإكثار في تناولها قد يؤدي إلى تباطؤ نمو الجنين والتعرض لمخاطر الإجهاض، كما يعمل الكافيين على زيادة معدلات ضربات القلب واضطراب التمثيل الغذائي للجنين.
هل القهوة السوداء أشد ضررًا؟
- يعتقد الكثيرون أن البن الداكن يحتوي على نسب كافيين أعلى من البن الفاتح، إلا أنه يتم حرق المزيد من الكافيين مع طول فترة التحميص وهو ما يجعل البن الفاتح يحتوي على نسب كافيين أعلى، ولكن تذكّر أن الاختلاف في نسب الكافيين طفيف لأن الكافيين كمادة كيميائية مستقر في حبة البن، بينما يتأثر حجم وكثافة الحبوب في عملية التحميص وهو ما يؤدي إلى التغيير الطفيف في نسبة الكافيين، وهكذا فالمشكلة ليست في نسبة الكافيين.
- القهوة السوداء أو الداكنة تحتوي على نسبة أعلى من حمض الكلوروجنيك وهو ما يتسبب في زيادة نسبة الحموضة بالمعدة وهو ما قد يؤدي إلى أعراض ارتجاع المريء والتقلصات والتشنجات في البطن.
الخلاصة:
- الإكثار من القهوة غير مطلوب على الإطلاق إذ أنه قد يتسبب في الشعور بأعراض إدمان.
- أثبتت العديد من الدراسات فوائد القهوة، ولكنها أوضحت العديد من الأضرار التي قد تسببها للجسم في حال تناول كميات كبيرة منها.
- تقدم القهوة فوائد إضافية لصحة النساء شرط الالتزام بالنسب الموصى بها.
- تعمل القهوة على الحد من نمو الخلايا السرطانية داخل الجسم بفضل المواد مضادات الأكسدة.
- تختلف نسب الكافيين على حسب نوع القهوة وحبوب البن المستخدمة في تحضيرها وعدد من العناصر الأخرى.