لعشاق القهوة .. ما لا تعرفه عن نشأتها وأنواعها
تحتل القهوة العربية مكانة كبيرة في الموروث الثقافي العربي، يرتبط جزءًا منها بثقافة الكرم والضيافة لدى العرب، بينما يرتبط الجزء الآخر بتأثير القهوة والحالة المزاجية المصاحبة لاحتسائها، خاصة وأنها تحتوي على نسب عالية من الكافيين المعروف بقدرته على تنشيط الجهاز العصبي والتغلب على الكسل، والعديد من الفوائد الأخرى.
المحتويات:
- نشأة القهوة.
- مكانة القهوة العربية.
- القهوة العربية والقهوة التركية والفرق بينهما.
- أنواع البن.
- الخلاصة.
نشأة القهوة
- كلمة قهوة تم اشتقاقها من كلمة "قهي" والتي تعني مثبط للشهية، وذلك نظرًا لما عرف به مشروب القهوة من تقليل الجوع، وقد تم تسمية القهوة Kahve في اللغة التركية، ثم Koffie في اللغة الهولندية، وهي الكلمة التي أخذت عنها coffee باللغة الإنجليزية.
- وقد كان الصوفيون في اليمن هم أول من تناولوها لتساعدهم على البقاء متيقظين للتعبد ليلًا، وبعدها انتقلت القهوة إلى مكة ومصر والشام، ومنهم إلى تركيا ثم دول أوروبا، وهكذا قدم العرب القهوة هدية للعالم.
- تختلف القهوة الموجودة في شبه الجزيرة العربية عن تلك الموجودة في مصر والشام، إذ عرفت بالبهارات التي يتم إضافتها إليها أثناء عملية التحضير، وكان يتم تحضيرها في إبريق يعرف باسم الدلة، ودائمًا ما يكون تقديمها مصحوبًا بالتمر.
- وللقهوة العربية أواني خاصة يتم إعدادها فيها مثل الدلال والترامس التي يمكنها حفظ درجة حرارة القهوة ساخنة لفترات طويلة، بحيث يمكن إعداد كمية كبيرة منها مع الاحتفاظ بها ساخنة لأطول فترة ممكنة.
القهوة العربية
- تمثل القهوة العربية جزءًا من ثقافة العديد من الدول العربية، وتقدم في المجالس والاجتماعات العائلية، كما أن لها عشاقها وأصبح اليوم لا يخلو أي بيت منها، بعد أن كان وجودها يقتصر على شيوخ القبائل قديمًا، والآن تم إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة عام 2015 الماضي.
- تحصل المملكة العربية السعودية على نصيب الأسد من استهلاك القهوة في الشرق الأوسط، فحسب الإحصاءات التي تم إعلانها ديسمبر 2019، يقدر حجم سوق القهوة في السعودية وحدها ما يعادل 6 مليار ريال، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه حجم سوق القهوة بالشرق الأوسط 11 مليار دولار.
- وفي الإمارات العربية المتحدة وصل حجم سوق القهوة إلى 3 مليار درهم بحلول 2021، وذلك حسب مؤسسة كين ريسيرش المتخصصة في أبحاث السوق، كما أكدت المؤسسة توقعاتها لنمو سنوي مركب يصل إلى 8.9% سنويًا.
الفرق بين القهوة العربية والقهوة التركية
- تختلف طريقة عمل القهوة من دولة إلى أخرى، وتعتبر القهوة العربية والقهوة التركية من أشهر أشكال القهوة المقدمة، وفيما يلي أهم الفروق بينهما.
- القهوة العربية عادة ما يضاف إلى البن حبات الهيل وأحيانًا الزعفران والزنجبيل، أما القهوة التركي فهي مجرد قهوة ناعمة مطحونة.
- لا يتم تحلية القهوة العربية أبدًا، بينما يمكنك إضافة السكر إلى القهوة التركي حسب الرغبة.
- القهوة العربية يمكن أن تبدو شفافة جدًا أو لون أقل من البني نظرًا لأن تحميصها يتم في فترة وجيزة مقارنة بالقهوة التركي داكنة اللون دائمًا.
- القهوة العربية يمكن أن تستغرق عملية تحضيرها ما يقارب 30 دقيقة، أما القهوة التركي فلا يتجاوز تحضيرها الـ 5 دقائق.
- ويتم صناعة كلا نوعي القهوة من حبوب البن والتي نتناول أنواعها.
أنواع البن
- البن هو شجرة دائمة الخضرة ثمارها الناضجة لونها أحمر، ويتم تقشير الثمرة والبعض يستخدمونه في عمل قهوة القشر، وتنمو أشجار البن في المناخ الاستوائي.
- كان اليمنيون يقومون بتحميص القهوة وطحنها، ومن بعدهم بدأت زراعتها على نطاق واسع في مناطق مختلفة في شتى أنحاء العالم مثل البرازيل وفيتنام وكولومبيا وأندونيسيا وغيرهم.
- على الرغم من وجود 100 نوع من أشجار البن يتم زراعته حول العالم، إلا أن هناك نوعين يتم زراعتهما على نطاق واسع.
بن الأرابيكا
- يعرف بن الأرابيكا بنكهته اللذيذة والأقل حمضية، ويطلق عليه Arabica coffe وهو النوع الأكثر شعبية حول العالم.
- يبلغ إنتاجه 70% من الإنتاج العالمي للبن، كما أن القهوة العربية بأنواعها يتم تحضيرها من ذلك النوع من البن، وهو بن يحتوي على نسبة أقل من الكافيين وكذلك حمض الكلوروجينيك، ولكنه الأغلى في السعر.
- بعد التحميص تصل نسبة الكافيين فيه إلى 2%، وكلما زادت درجة حرارة التحميص تقل نسبة الكافيين.
- تستغرق شجرة الأرابيكا 7 سنوات حتى تبدأ عملية الإنتاج، ويتم زراعتها في دول مثل إثيوبيا وكينيا ورواندا وتنزانيا واليمن وجنوب السعودية بالإضافة إلى كولومبيا وبيرو وكوستاريكا وجواتيمالا والسلفادور وفي الأماكن التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر، وبالتالي تكون عملية حصادها أصعب وتحتاج إلى عمالة أكثر.
بن الروبوستا
- يطلق عليه Robusta coffe وهو النوع الأقل إنتاجًا، وحباته دائرية صغيرة الحجم.
- يأتي في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج العالمي للبن؛ إذ يبلغ إنتاجه 30%، ويحتوي على ضعف كمية الكافيين الموجودة في بن الأرابيكا.
- بعد التحميص تصل نسبة الكافيين فيه إلى 4%، وكلما زادت درجة حرارة التحميص تقل نسبة الكافيين.
- يتم زراعته في دول مثل فيتنام والهند وإندونيسيا.
- تتميز شجرة الروبوستا بمقاومتها للأمراض نظرًا لاحتوائها على نسب عالية من الكافيين الطارد للحشرات، كما تستغرق الشجرة مدة أقل من شجرة الأرابيكا لكي تبدأ عملية الإنتاج وهي مدة تتراوح من 2-3 سنوات.
الفرق بين الأرابيكا والروبوستا
- الفرق الرئيسي بين كلا النوعين تجده في الشكل، إذ تجد حبوب الروبوستا دائرية بينما تتخذ حبوب الأرابيكا الشكل البيضاوي، ومن ناحية الحجم تجد حبوب الأرابيكا أكبر بقليل من حبوب الروبوستا.
- هناك فرق آخر يتمثل في نسبة السكر والدهون، إذ تشكل الدهون 60% من تكوين حبوب الأرابيكا كما أنها تحتوي على ضعف كمية السكريات مقارنة بالروبوستا، وتلعب السكريات دورًا هامًا أثناء عملية التحميص لتكوين العديد من النكهات.
- الفرق الثالث يتمثل في الكافيين وحمض الكولوروجينيك، إذ تحتوي الروبوستا على ضعف كمية الكافيين.
- الفرق الرابع من ناحية التكلفة، إذ تكلف شجرة الأرابيكا ضعف تكلفة الروبوستا، إلا أن مذاقها وحموضتها أهم مزاياها وهو ما يعوض فارق تكلفتها.
- تستخدم بن الروبوستا كجزء من خلطات الاسبرسو، كما تساعد الروبوستا المقاهي على تخفيض التكلفة نظرًا لأنها أرخص من الأرابيكا، إلا أن خبراء القهوة يعرفون أن نكهة الروبوستا غير مستحبة مقارنة بالأرابيكا.
الخلاصة
- ترتبط القهوة بثقافة الكرم والضيافة لدى العرب، كما تحظى بمكانة كبيرة لديهم جعلت سوق القهوة في الشرق الأوسط يصل إلى11 مليار دولار
- اليمن هي الموطن الأصلي للقهوة ثم انتقلت بعدها إلى شبه الجزيرة العربية ومنها إلى مصر والشام ثم تركيا ودول أوروبا.
- تختلف القهوة العربية عن القهوة التركية في الشكل وطريقة التحضير من حيث المدة والأدوات المستخدمة.
- هناك العديد من أنواع البن الذي يتم زراعته في الدول الاستوائية أشهرهم الروبوستا والأرابيكا.